ربما يكون سؤال “كيف يمكنني اختيار شريك حياتي؟” هو السؤال الأكثر أهمية وجدية في حياة أي إنسان، وإجابته ستكون محورية في تشكيل مسار الحياة الشخصية للفرد، حيث سيؤثر اختيار الشريك على مستقبله وتحديد سعادته أو تعاسه، ويعدّ اختيار الشريك هو من بين أصعب القرارات التي من الممكن أن يتخذها الإنسان.
وقبل اتخاذ هذا القرار الحاسم، ينبغي على الشخص أن يتعرف على نفسه جيدًا ويفهم احتياجاته ورغباته الشخصية، وأن يحدد الأهداف والقيم التي يبحث عنها في شريك حياته وما يريده من العلاقة الزوجية، ومن الضروري أن يكون الشخص قادرًا على التفكير بشكل عقلاني ومنطقي في هذا السياق وأن يتمكن من تحقيق التوازن بين عواطفه وتفكيره، وإلى جانب ذلك، يجب أن يكون الشخص قادرًا على التعامل مع عيوبه ونقاط ضعفه وأن يكون مستعدًا للتفاوض والتفاهم مع شريكه، حيث تساعد القدرة على التفاهم وحل النزاعات في بناء علاقة زوجية صحية ومستدامة.
ويعرّف العناد على أنه سلوك موجود عند الناس بنسب متفاوتة يبدأ من الإصرار على الموقف ويتفاقم إلى درجات أعلى ممكن أن تصل إلى درجة حادة من التصلّب في الرأي وفرضه على الآخرين، وتعاني الكثير من النساء من التعامل مع زوجها العنيد، فقد يكون من أكثر الأمور المرهقة لنفسيتك، وقد تتجنبين التواصل معه بسبب هذه السمة في شخصيته، وتجنب التواصل لا يعد حلًا بل قد يولّد المشاكل، ويبني الحواجز والحدود بينك وبين زوجك، والتحديد الواضح للمشكلة هو أول خطة للوصول إلى حلّها .
كيفية التعامل مع زوجك العنيد بطرق فعالة :
1. الحفاظ على الهدوء:
عند مواجهة سلوكيات زوجك الحادة والمعارِضة، من الضروري أن تحافظي على هدوئك، فقد يزيد الزوج من عناده إذا شعر بانزعاجك، لذا يمكنك اتباع بعض الطرق لتهدئة نفسك، مثل العد من واحد إلى عشرة أو التنحي جانبًا بدلاً من المواجهة المباشرة، أو أي طرق أخرى تساهم في تجنب التصاعد الحاد للمشكلة.
2. تعزيز التواصل الفعّال:
قومي بالحديث مع زوجك بوضوح وصراحة حيال مشاعرك وملاحظاتك السلبية تجاه سلوكه، وحاولي التعبير عن مشاعرك بدون توجيه الاتهامات واعتمدي أسلوب الحوار البناء للتفاهم المشترك.
3. الاستماع الفعّال:
استمعي بعناية لما يقوله زوجك العنيد قبل أن تبدي أي ردة فعل أو تقديم ملاحظاتك، ومنحه الفرصة للتعبير وتوضيح وجهة نظره، وبذلك سيكون أكثر استعدادًا للاستماع إلى آرائك والنقاش بشكل أسهل.
4. تجنبي المعاملة بالمثل:
تجنبي ممارسة العناد بنفس قوة زوجك، إن الرد بالمثل قد يزيد من التوتر ويعكس الأمور بشكل سلبي، وبدلاً من ذلك، حاولي البحث عن حلول وسط تساهم في حل المشكلة بشكل هادئ وبناء.
5. البحث عن المساعدة :
في بعض الأحيان، قد تكون الصعوبات في العلاقة الزوجية أعقد مما يمكن التعامل معها بمفردكم، وفي هذه الحالة، لا تترددي في البحث عن مساعدة مهنية، مثل المستشار الزوجي أو الأخصائي النفسي، للمساعدة في التعامل مع التحديات وتحقيق التواصل الصحي في العلاقة.
تذكري أن الزواج الناجح يحتاج إلى عمل مستمر وجهود مشتركة من الشريكين، ويجب أن تكون العلاقة مبنية على المحبة والثقة والاحترام المتبادل لتصبح علاقة مستدامة وسعيدة.
