عندما نتخذ قراراً باتباع نظام غذائي صحي بهدف خسارة الوزن أو تحسين نمط حياتنا، فإننا غالباً ما نواجه العديد من التحديات التي تعرقل تقدمنا وتدمر جهودنا، وبالرغم من التفاني والرغبة الصادقة في النجاح، هناك عوامل خفية وأخرى واضحة قد تكون السبب في فشل خططنا الغذائية، وفي هذا المقال، سنستعرض 8 من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تدمير الريجيم.
1- خلل تنظيم الجهاز العصبي
تأثير خلل تنظيم الجهاز العصبي على عملية فقدان الوزن يعتبر مسألة مهمة، وعندما نعيش في حالة من التوتر المزمن، يتأثر جسمنا بشكل كبير، مما يجعل من الصعب تحقيق أهداف الريجيم، ويُفسر هذا بأن الجسم يفهم التوتر كإشارة للخطر، وبالتالي يتخذ إجراءات للحفاظ على الوزن كوسيلة للحماية، النتيجة هي أن الأمعاء تصبح أكثر تهيجًا وأقل فعالية في عملية الهضم، مما يجعلنا نشعر بالانتفاخ والتورم، وهذا التأثير ينعكس أيضًا على إنتاج الحمض في المعدة وحركية الأمعاء، مما يزيد من فرص تكاثر البكتيريا والخمائر والطفيليات، وبالإضافة إلى ذلك، يزيد ارتفاع مستويات الكورتيزول – هرمون التوتر – من مقاومة الجسم لهرمون الأنسولين، الذي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم مستويات السكر في الدم والتحكم في الشهية، في النهاية، يؤدي هذا التأثير المتراكم لخلل في عملية الريجيم وتقليل فعاليتها بشكل كبير.

2- عدم استقرار نسبة السكر في الدم
يعد عدم استقرار نسبة السكر في الدم عاملاً مهمًا يؤثر على نجاح عملية فقدان الوزن، وعندما يرتفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير، يجب على الجسم إفراز كميات أكبر من الأنسولين لتنظيم هذه النسبة، فإذا استمر ارتفاع مستوى السكر بشكل متكرر، فقد يؤدي ذلك إلى تطوير مقاومة الجسم للأنسولين، مما يجعل من الصعب على الجسم التحكم في مستويات السكر بشكل فعال.
وتأثيرات ارتفاع مستوى السكر في الدم ومقاومة الأنسولين تتجلى في زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب ومتلازمة تكيس المبايض والسمنة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدم توازن نسبة السكر في الدم يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة الأمعاء على المساعدة في تنظيم هذه النسبة، مما يؤدي في النهاية إلى تدمير عملية فقدان الوزن.
ومن الضروري الحفاظ على توازن نسبة السكر في الدم من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التقنيات الطبية، مثل العلاج بالأنسولين والأدوية المضادة للسكري، في إدارة مستويات السكر بشكل فعال وتقليل مخاطر تطور مقاومة الأنسولين والأمراض المرتبطة بها.
شاهد أيضاً: 5 أطعمة “سيئة” تساعد بالفعل في إنقاص الوزن
3- قلة النوم
قلة النوم لها تأثيرات واسعة النطاق على الصحة، وتشمل تأثيراتها أيضًا على صحة الأمعاء، وعندما لا نحصل على كمية كافية من النوم، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الالتهاب في الجسم، والتي بدورها تؤثر على صحة الأمعاء، وتغير الميكروبيوم المعوي، الذي يعتبر مجتمعًا من البكتيريا والميكروبات في الجهاز الهضمي، أيضًا عند قلة النوم، ويمكن أن يؤدي هذا التغيير إلى تقليل التنوع البكتيري في الأمعاء، مما يؤثر سلبًا على عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى انخفاض مستويات هرمون الليبتين، الذي يلعب دورًا مهمًا في التحكم بالشهية وإشارات الشبع. بالتالي، قد يزيد انخفاض مستويات الليبتين الرغبة في تناول الطعام، مما يمكن أن يؤثر سلبًا على عملية فقدان الوزن.
لذا، يُشجع على الحصول على كمية كافية من النوم كجزء من نمط حياة صحي، وذلك لدعم صحة الأمعاء والمحافظة على توازن هرمونات الجسم المهمة لتنظيم الشهية وعملية الهضم.

4- التغيير في مستويات الغدة الدرقية
التغيرات في مستويات الغدة الدرقية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحة الأمعاء وعملية فقدان الوزن، والغدة الدرقية هي جزء مهم من الجهاز الهضمي، حيث يتم تحويل هرمونات الغدة الدرقية إلى الشكل النشط الذي يؤثر على مستويات الطاقة والتمثيل الغذائي في الجسم.
وعندما تكون الأمعاء مليئة بالبكتيريا الضارة والخميرة والطفيليات، فإن هذا يمكن أن يؤثر على القدرة على تحويل هرمونات الغدة الدرقية إلى شكلها النشط، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الهرمون النشط T3، وهذا التغيير في مستويات الهرمونات الدرقية يمكن أن يؤثر على مستويات الطاقة والتمثيل الغذائي في الجسم، مما يجعل من الصعب على الجسم إنقاص الوزن بشكل فعال.
لذا، يُعتبر الاهتمام بصحة الأمعاء أمرًا حيويًا لتحقيق نتائج ناجحة في عملية فقدان الوزن، وذلك من خلال التخلص من البكتيريا الضارة والحفاظ على توازن البكتيريا الصحية في الأمعاء، ومن المهم أيضًا مراجعة طبيبك لتقييم صحة الغدة الدرقية وضبط العلاج إذا لزم الأمر، لضمان أن يكون لديك الهرمونات الدرقية النشطة بما يكفي لدعم عملية فقدان الوزن بشكل صحيح.
5- عدم تناول كمية كافية من الطعام
عدم تناول كمية كافية من الطعام يؤدي إلى تخريب عملية فقدان الوزن، وعندما تحد من كمية السعرات الحرارية التي تتناولها، يمكن أن يؤثر ذلك على عملية الهضم والاستفادة من الطعام بشكل صحيح.
وعندما يحتاج الجسم إلى طاقة للقيام بوظائفه الحيوية، مثل الهضم والتمثيل الغذائي، فإنه يعتمد على السعرات الحرارية المتوفرة من الطعام، فإذا لم يتلقَ الجسم كمية كافية من الطاقة، فقد يقلل من الأولوية لوظائف أقل أهمية مثل الهضم، وهذا يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على استفادة من الطعام وتحويله إلى طاقة، مما يؤدي في النهاية إلى تعطيل عملية فقدان الوزن.
ولعلاج هذه المشكلة، من الضروري التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية بدلاً من التركيز على تقييد السعرات الحرارية، الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، والفواكه، والخضروات، تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم، وتساعد على دعم عملية التمثيل الغذائي بشكل فعال دون زيادة السعرات الحرارية بشكل مفرط. بالتالي، يمكن أن يساعد تناول هذه الأطعمة في تحقيق الوزن المثالي ودعم الصحة العامة بشكل مستدام.

6- عدم تناول كمية كافية من البروتين
عدم تناول كمية كافية من البروتين يمكن أن يؤثر على صحة الأمعاء بشكل سلبي. يعتبر البروتين أساسيًا لصحة الأمعاء وعملية التمثيل الغذائي بشكل عام.
وتساعد البروتينات في بناء وتقوية العضلات، وهو عامل مهم لزيادة كتلة العضلات الخالية من الدهون، يمكن أن يؤدي زيادة كتلة العضلات إلى زيادة معدل التمثيل الغذائي، مما يساعد في حرق السعرات الحرارية بشكل أكبر.
وبالإضافة إلى ذلك، يلعب البروتين دورًا مهمًا في إطلاق هرمونات الشبع التي تأتي من الأمعاء، مما يساعد في الحفاظ على الشبع لفترات أطول، لذلك، يمكن لتناول وجبات تحتوي على كميات كافية من البروتين أن يساعد في تنظيم الشهية ومنع الشعور بالجوع بسرعة.
ولتعزيز صحة الأمعاء وتعزيز عملية التمثيل الغذائي، يُنصح بتضمين مصادر جيدة من البروتين في الوجبات اليومية، ويمكن الحصول على البروتين من مصادر مثل اللحوم البيضاء، والأسماك، والبيض، والألبان، والمكسرات، والبقوليات. كما يُفضل تناول البروتين في كل وجبة لتحقيق التوازن الغذائي ودعم صحة الأمعاء بشكل مستدام.
7- عدم تناول كمية كافية من الألياف
عدم تناول كمية كافية من الألياف يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحة الأمعاء. تعتبر الألياف جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي، حيث تلعب دورًا هامًا في دعم صحة الجهاز الهضمي والحفاظ على حركة الأمعاء السليمة.
وعندما يكون نقص الألياف في النظام الغذائي، قد يحدث الإمساك والانتفاخ والتهيج في الأمعاء، تعمل الألياف على زيادة حجم البراز وتسهيل عملية الإخراج، مما يساعد في تحفيز حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك.
وللتغلب على نقص الألياف، يُنصح بزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات الورقية الخضراء، والفواكه الطازجة، والحبوب الكاملة، والبقوليات، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف لتلبية الاحتياجات اليومية إذا كان من الصعب الحصول عليها من الطعام بمفرده.
وبالاعتناء بتناول كميات كافية من الألياف، يمكن تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل مشاكل مثل الإمساك والانتفاخ، مما يساهم في دعم عملية فقدان الوزن والحفاظ على صحة الأمعاء بشكل عام.

8- عدم تناول كمية كافية من النباتات
يعتبر تناول كميات كافية من النباتات أمراً حيوياً لصحة الأمعاء والحفاظ على توازن الميكروبيوم الأمعائي، والنباتات تحتوي على العديد من الألياف والمغذيات الهامة التي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء وتعزز صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
ومن خلال تناول مجموعة متنوعة من الخضار والفواكه، يمكنك تعزيز التنوع في ميكروبيوم الأمعاء الخاص بك، مما يعزز الصحة العامة للأمعاء، وبالإضافة إلى ذلك، قد تلعب الميكروبات المعوية دورًا مهمًا في عملية التمثيل الغذائي، مما يؤثر على كيفية استفادتك من العناصر الغذائية التي تتناولها.
لذا، يُنصح بتضمين مجموعة واسعة من النباتات في نظامك الغذائي، وتجربة أصناف جديدة بانتظام لتحسين التنوع الغذائي وتعزيز صحة الأمعاء، ويمكنك اختيار الفواكه والخضروات الملونة لضمان توفير مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن التي يحتاجها جسمك للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والتمتع بصحة عامة جيدة.
شاهد أيضاً:
5 وجبات خفيفة غنية بالبروتين يجب أن تكون ضمن نظامك الغذائي
ما هو نظام جابس GAPS الغذائي؟
6 أطعمة تحتوى على النحاس أضفها لنظامك الغذائي.. أبرزها المحار
أفضل 6 نصائح غذائية لعلاج حب الشباب