تتعرض العلاقة الزوجية إلى ضغوط ومشكلات تؤثر سلباً عليها وعلى الزوجين، وللهروب من ذلك الضيق، قد يلجأ أحد الطرفين إلى التحدث لأشخاص يفترض بهم الثقة، وينتظر منهم الدعم العاطفي، و يمكن أن تكون المشورة والدعم من الأصدقاء والعائلة مفيدة للزوجين أحياناً ومع ذلك، يجب على الأزواج أن يكونوا حذرين عند مشاركة مشاكل حياتهم الزوجية مع الآخرين.
وقالت الكاتبة المتخصصة في العلاقات الزوجية،”أنجالي سارين” في مقال لها، إنه من الصعب على أفراد الأسرة المقربين وتحديداً الوالدين أن يكونوا محايدين في الخلافات الأسرية، بحيث تنمو لديهم المشاعر السلبية تجاه الطرف الآخر، مبينة أنه حتى إذا انتهى الخلاف بين الزوجين، يبقى الوالدان محملين بمشاعر سلبية وقد تظهر أثناء التعامل مع الزوج.
ونصحت الكاتبة النساء المتزوجات ألا تظهر مشاكلها الزوجية إلى الأصدقاء المقربون، لأنه يضر بالجميع، موضحة أن التفكير قبل إشراك الأصدقاء في الخلافات الزوجية لأسباب متعددة منها: أنهم يسمعون جانباً واحدا من القصة، وبسبب علاقتهم بك يتحيزون ضد الطرف الآخر، وربما يقدمون المشورة بناءً على ذلك الجانب من المشكلة، وإذا فعلوا ذلك، فربما تكون هذه النصيحة معيبة بعض الشيء، وقد يشعرون بالغيرة من أنك في علاقة ناجحة، فيحاولون دون وعي تخريبها.
وفي هذا المقال سنتطرق إلى أبرز الأشخاص الذين يجب تجنب الحديث إليهم بشأن العلاقة الزوجية:
أفراد الأسرة:
من الصعب على أفراد الأسرة المقربين، وبشكل خاص الوالدين، أن يحتفظوا بالحياد فيما يتعلق بالخلافات الأسرية، وغالباً ما تنمو لديهم مشاعر سلبية تجاه أحد الأطراف المتخاصمة، وحتى إذا انتهى الخلاف بين الزوجين، قد يبقى الوالدين يحملون هذه المشاعر السلبية، وقد يتجلى ذلك في تصرفاتهم وتعاملهم مع الزوجين في المستقبل.
وهذا التحامل العاطفي من قبل الوالدين قد يكون مؤثرًا بشكل سلبي على العلاقة الزوجية، حيث يمكن أن يزيد من التوتر والصراع بين الزوجين. لذلك، من الضروري أن يتم توعية الوالدين بأهمية الحفاظ على الحياد وعدم تأثير الخلافات الزوجية على العلاقة بينهم وبين أبنائهم.
الأصدقاء المقربون:
عندما تشارك القضايا الزوجية مع أصدقائك، فإنك تقدم لهم جانبًا واحدًا من القصة، وهذا يمكن أن يجعلهم يشككون في النصائح التي يمكنهم تقديمها، ويمكن أن تكون القصة ملونة بمشاعر الغضب أو الحزن، وهذا قد يؤدي إلى تحيز الأصدقاء لصالحك، وفي كثير من الأحيان، يمكن أن تقتصر المشورة التي تحصل عليها من الأصدقاء على النصائح السريعة وغير العميقة، وذلك لأنهم قد ينصحونك بطرق لحل المشكلة دون فهم كامل للسياق والديناميات الزوجية.
و قد يؤدي مشاركة القضايا الزوجية بشكل متكرر مع الأصدقاء إلى تأثير سلبي على علاقتك معهم، إذا شعروا بأنك تستغل علاقتهم للحصول على دعم في كل مرة تواجه فيها خلافًا مع شريكك، قد يشعرون بالاستياء أو الغيرة.
أعداء الزواج:
إن تجنب التحدث إلى الأشخاص الذين يحملون رؤية سلبية عن الزواج قد يكون خيارًا حكيمًا في بعض الحالات، خصوصًا إذا كانوا ينقلون تجارب سلبية ومؤلمة من خلال آرائهم وتصريحاتهم؛ لأن التأثير السلبي للآراء والمشورة الضارة يمكن أن يؤثر على نفسية الأشخاص وعلى اتخاذهم للقرارات الصحيحة في حياتهم الزوجية.
ومن الضروري أن نتذكر أن تجارب الأفراد ليست دائمًا تجارب عامة تنطبق على الجميع، فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على نجاح العلاقات الزوجية، والتجارب السلبية لبعض الأشخاص، والتي لا تعني بالضرورة أن الزواج هو تجربة سيئة للجميع.
في بعض الأحيان، يمكن أن يكون من الأفضل البحث عن المشورة من محترفين في مجال العلاقات الزوجية، مثل المستشارين الزواجيين، الذين يمكنهم تقديم نصائح متخصصة تعتمد على معرفتهم بعلم النفس والعلاقات.