تعد آلام أسفل الظهر من الظواهر الشائعة التي يواجهها الكثيرون في مراحل مختلفة من حياتهم، تلك النخزة الحادة أو اللمحة الثقيلة التي تحول يومك الهادئ إلى تحدٍ مؤلم يعكر صفو حياتك، وإذا كان البعض يعتبر ألم الظهر تجربة شائعة، فإن هذا الألم قد يكون أكثر تعقيدًا وتنوعًا مما يظهر سطحيًا.
الظهر، هذا الجزء الأساسي في بنية جسمنا، يتسارع فيه التلاقي للأعصاب والعضلات والهياكل الهيكلية الأخرى، ويمكن أن يكون ألم الظهر ناتجًا عن مجموعة واسعة من الأسباب، بدءًا من سوء الوضعية اليومية وصولاً إلى التوتر العصبي والتمزق العضلي.
طرق مجربة وفعالة… لعلاج ألم أسفل الظهر:
1-السباحة
السباحة تُعَدُّ تمرينًا رائعًا للتخلص من آلام أسفل الظهر، حيث تقلل من الضغط الذي قد يتعرض له العمود الفقري، تحمل المياه وزن الجسم بشكل كامل، وهذا يقلل من التأثير الضار على الظهر، ومع ذلك، يُشدد على أهمية استشارة الخبراء لفهم التقنيات الصحيحة لممارسة السباحة، حيث إن بعض الحركات يمكن أن تتسبب في توتر الظهر والرقبة.
2-تمارين المشي
أظهرت الدراسات أن ممارسة التمارين الهوائية ذات الشدة المنخفضة، مثل المشي، تلعب دورًا فعّالًا في تخفيف آلام أسفل الظهر، يتميز المشي ببساطته وسهولته وإمكانية إدماجه بسهولة في الروتين اليومي، حيث يُمكنك مثلًا أداءه أثناء الذهاب إلى العمل أو التسوق سيرًا على الأقدام، كما يُساهم المشي في تقوية العضلات التي تسهم في الحفاظ على استقامة الجسم، كما يُعزز استقرار العمود الفقري.
3-الأدوية لعلاج آلام الظهر
تُركز فكرة استخدام الأدوية لعلاج آلام الظهر على استعمال المسكنات ومضادات الالتهاب، وأحياناً حقن الكورتيزون لتحقيق السيطرة على الألم، مما يمكن المريض من استئناف حياته اليومية حتى يتم شفاء العضلات، أو الأربطة، أو الفقرات المصابة بالتهاب.
ومن بين أبرز المسكنات ومضادات الالتهاب المستخدمة: الباراسيتامول، والإيبوبروفين، والأسبرين، بالإضافة إلى حقن الكورتيزون التي تُحقَن في منطقة الألم في حالات الالتهاب الحاد، كما يمكن استخدام مرخيات العضلات مثل ميثوكاربامول.
وفي حال كانت أسباب ألم الظهر ناتجة عن التهاب في المفاصل، يُعطى المريض جرعات من المضادات الحيوية، وقد يوصي الطبيب أحياناً بتناول مكملات غذائية وفيتامينات، مثل الكالسيوم وفيتامين D، ومجموعة من فيتامين B في حالات هشاشة العظام أو التهاب الأعصاب.
4-كمادات دافئة لعلاج الم اسفل الظهر
الكمادات الدافئة تكون فعّالة في تخفيف آلام أسفل الظهر خلال الأسبوع الأول من حدوث الإصابة، ويُفضل عدم استخدام الكمادات الدافئة خلال الـ 48 ساعة الأولى من بدء ظهور أعراض ألم أسفل الظهر، حتى لا تتسبب في تفاقم الألم والالتهاب، وفيما بعد، يُمكن استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف ألم أسفل الظهر وتحقيق استرخاء للعضلات، ويُنصح أيضًا بتجنب استخدام كمادات ذات درجة حرارة عالية جداً، حيث يمكن أن تسبب حروقًا في البشرة.
5-علاج الم اسفل الظهر بالاعشاب
تعد الاعشاب والوصفات الطبيعية وسيلة فعّالة لعلاج آلام أسفل الظهر، ومن بين هذه الوصفات:
• شاي الأعشاب:
يُعد الشاي الأخضر مع الزنجبيل خيارًا جيدًا، حيث يحتوي الزنجبيل على خصائص مضادة للالتهاب تُساعد في تخفيف آلام والتهابات أسفل الظهر.
• حليب الكركم:
يتميز الكركم بخصائصه المضادة للأكسدة والتي تساعد في مكافحة الالتهاب، يُمكن استبدال الحليب البقري بحليب نباتي مثل حليب اللوز للحصول على فوائد إضافية.
• عصير الكرز:
يعد عصير الكرز مصدرًا غنيًا بالمواد المضادة للأكسدة، ويساعد في تخفيف آلام عضلات أسفل الظهر ومكافحة الالتهاب.
ويجدر بالذكر أنه قد يكون للأعشاب تأثيرات مختلفة على الأفراد، ويُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج طبيعي، خاصةً إذا كان هناك حالات صحية خاصة أو تفاعل مع الأدوية الأخرى.
6-الجراحة لعلاج ألم الظهر
تعتبر الجراحة إجراءً يلجأ إليه المريض كخيار أخير لعلاج ألم الظهر، يوصي الطبيب بالجراحة بعد فشل تأثير مسكنات الألم ومضادات الالتهاب، وبعد فترة زمنية من محاولات العلاج الطبيعي، ويتخذ الطبيب قرار الجراحة في حالات خاصة حيث لا تحقق الطرق الأخرى تحسينًا في حالة المريض أو تقليل آلام الظهر، وتشمل هذه الحالات الإصابة بفقدان السيطرة على البول، أو حالات متقدمة من عرق النسا الممتدة على طول الساق، وكذلك في حالة وجود كسر في العمود الفقري أو المفاصل.
تشمل أسباب أخرى للجراحة بعض حالات الانزلاق الغضروفي التي قد تسبب آلامًا شديدة وغير قابلة للاحتمال، حيث يمكن أن يتم إزالة الغضروف باستخدام الليزر أو منظار الجراحة، أو تثبيت العمود الفقري بعد إزالة الغضروف وتحديدًا لحم الفقرات معًا، في بعض الحالات، يتم إزالة جزء من الفقرات لتوسيع قناة العمود الفقري.
متى يجب مراجعة الطبيب لعلاج آلام أسفل الظهر؟
بعض حالات ألم أسفل الظهر تتطلب الحصول على الرعاية الطبية، ويُوصَى بزيارة الطبيب في الحالات التالية:
• استمرار الألم لمدة تزيد عن ثلاث أو أربعة أيام:
إذا استمر الألم دون تحسن رغم استخدام العلاجات المنزلية، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة.
• صعوبة في المشي أو الوقوف:
إذا كان الألم يترافق مع صعوبة في الحركة الطبيعية مثل المشي أو الوقوف، يُفضل طلب الرعاية الطبية لتحديد السبب واتخاذ الخطوات اللازمة.
• عدم تحسن الألم عند الراحة:
في حالة عدم تحسن الألم عند الراحة واستخدام التدابير الذاتية، يكون من المناسب زيارة الطبيب لتقييم الحالة وتوجيه العلاج اللازم.
• وجود ألم شديد:
إذا كان الألم في منطقة أسفل الظهر شديدًا، يُفضل الحصول على تقييم فوري من قبل الطبيب لتحديد السبب واتخاذ إجراءات فعّالة.
• تزامن الألم مع مشاكل في المثانة أو القولون:
إذا كان الألم يتزامن مع مشاكل في المثانة أو القولون، يُفضل البحث عن الرعاية الطبية لفحص الأسباب المحتملة والعلاج المناسب.
شاهد أيضاً:
5 مؤشرات تتطلب زيارة طبيب القلب
5 أطعمة ومشروبات تجنب تناولها على معدة فارغة
الحمض الدهني أوميغا 3 omega
فيتامين د وأعراض نقصانه