القولون العصبي (IBS) وسرطان القولون هما حالتان معويتان تؤثران بشكل كبير على صحة الأمعاء، ورغم تداخل بعض الأعراض بينهما، لا يزال هناك قلق مستمر بشأن العلاقة المحتملة بين الاضطرابات الوظيفية في الأمعاء والأمراض السرطانية.
ويعد القولون العصبي اضطرابًا معويًا شائعًا يصاحبه آلام بطنية وتغيرات في حركة الأمعاء مثل الإمساك والإسهال، وهو ما قد يؤدي إلى تشخيص خاطئ في حالات معينة قد تشبه أعراضه أعراض السرطان، وفي هذا السياق تطرح العديد من الدراسات السؤال المهم: هل يمكن أن يكون القولون العصبي مؤشرًا مبكرًا لسرطان القولون؟ وهل هناك علاقة فعلية بين اضطراب الأمعاء هذا وتطور الأورام السرطانية في القولون؟
ولتوضيح هذه النقطة، قامت العديد من الدراسات الطبية بمحاولة فحص العلاقة بين القولون العصبي وسرطان القولون، ومن خلال مراجعة الأدلة العلمية الحديثة، يمكننا تقديم إجابة قائمة على بيانات موثوقة حول ما إذا كان القولون العصبي يشكل عاملًا مؤثرًا في تطور السرطان.
هل القولون العصبي بسبب سرطان؟

في البداية، من المهم أن نفهم أن القولون العصبي وسرطان القولون هما حالتان مختلفتان تمامًا من الناحية الطبية، وبالرغم من أنهما قد يشاركان في بعض الأعراض مثل آلام البطن والتغيرات في حركة الأمعاء، إلا أن الأسباب والعوامل المؤدية لهما مختلفة تمامًا.
- التشخيص والتشابه في الأعراض
القولون العصبي هو اضطراب وظيفي في الأمعاء، مما يعني أن الأعراض تنشأ بسبب تغيرات في كيفية عمل الأمعاء دون وجود أي ضرر هيكلي في الأمعاء نفسها، وأما سرطان القولون، فهو مرض خبيث يؤدي إلى نمو خلايا غير طبيعية في القولون يمكن أن تنتشر وتسبب تلفًا في الأنسجة والأعضاء المحيطة.
ومع ذلك، يلاحظ الكثير من المرضى الذين يعانون من القولون العصبي أعراضًا مشابهة لتلك التي تحدث في سرطان القولون مثل آلام البطن والتغيرات في عادات التبرز (الإسهال أو الإمساك)، مما قد يؤدي إلى حالة من القلق والشبه بين الحالتين، ولكن، وفقًا لدراسة نشرتها منظمة السرطان الأمريكية، فإن القولون العصبي لا يؤدي إلى السرطان ولا يُعتبر من عوامل الخطر المباشرة للإصابة بسرطان القولون، وبل إن سرطان القولون يتطلب عادةً حدوث تغييرات جينية ووراثية مع مرور الوقت.
- دراسات علمية: القولون العصبي ليس سببًا للسرطان
دراسة نُشرت في مجلة أمراض الجهاز الهضمي في عام 2020 تناولت العلاقة بين القولون العصبي وسرطان القولون، وأكدت الدراسة أن القولون العصبي ليس مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، وبل بالعكس فإن مرضى القولون العصبي لا يظهرون معدلات إصابة أعلى بسرطان القولون مقارنةً بالعامة، وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي لا يظهر لديهم أي تغييرات هيكلية في الأمعاء تكون مرتبطة بالسرطان، كما أن الأعراض التي يشعرون بها لا ترتبط بالتغييرات الخلوية المرافقة للسرطان.
- العوامل الوراثية والتاريخ العائلي
من ناحية أخرى، يُعد التاريخ العائلي والإصابة السابقة بسرطان القولون من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وقد أظهرت دراسات متعددة أن القولون العصبي ليس عامل خطر للإصابة بسرطان القولون، وحيث أكدت دراسة نُشرت في مجلة “جاما” لطب الجهاز الهضمي في عام 2021 أن الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي ولديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون يجب عليهم الخضوع لفحوصات منتظمة للكشف عن السرطان، ولكن القولون العصبي نفسه لا يعتبر سببًا في تطور السرطان.
- الفحوصات الطبية والتشخيص المبكر
على الرغم من أن القولون العصبي لا يُسبب السرطان، إلا أنه من المهم إجراء فحوصات طبية دقيقة في حال حدوث تغييرات غير معتادة في الأعراض، فإذا كان هناك أعراض غير عادية مثل النزيف الدموي، أو فقدان الوزن المفاجئ، أو وجود كتلة في البطن، فيجب على المريض أن يستشير الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة، وتعتبر الفحوصات مثل المنظار القولوني والفحص الجيني ضرورية للكشف المبكر عن سرطان القولون.
شاهد أيضاً:
ما هو علاج القولون العصبي في البيت؟
ما هو أسرع علاج للقولون العصبي؟
ماذا يشعر مريض القولون العصبي؟
كيف أعرف أني أعاني من القولون العصبي؟