لطالما كانت الصورة النمطية للجريمة المنظمة مرتبطة بالرجال، حيث كانت النساء تُعتبر تقليديًا كزوجات وأمهات أو في أحسن الأحوال، مجرمات على مستوى منخفض، ومع ذلك، بدأ هذا التصور بالتغيير في السنوات الأخيرة.
وفي إيطاليا، أدت الحملة التي شنتها الشرطة على المافيا منذ الثمانينيات إلى أن يقوم العديد من المجرمين الذكور بإحالة ممتلكاتهم إلى زوجاتهم وبناتهم عند دخولهم السجن، ورغم أن النساء يمثلن فقط 2.5% من المدانين في الجرائم المرتبطة بالمافيا، إلا أنهن يتحكمّن في نحو ثلث جميع الموارد المالية للمافيا.
ومع ذلك، هناك عدد من المجرمات التاريخيات اللاتي كنّ قاسيات واستراتيجيات ومغامرات مثل نظرائهن من الرجال، إليكم 5 من أشهر نساء العصابات في التاريخ:
شاهد أيضًا:
ما باكر (1893-1935)
وصفها جي. إدغار هوفر بأنها العقل الإجرامي الأكثر قسوة وخطورة وذكاءً في العقد الماضي، فقد كانت ما باكر معروفة بسرقاتها القاتلة على الطرق، وقد عملت غالبًا مع زوجها جورج وأبنائها هيرمان ولويد وآرثر وفريد، وكأعضاء مؤسسين لعصابة باكر-كاربس، حظيت سرقات عائلة باكر باهتمام الصحافة والجمهور.
في عام 1927، اقتربت الشرطة للامساك بها، مما دفع هيرمان للانتحار لتفادي الاعتقال، وفي وقت لاحق، انتهى المطاف بأبنائها الثلاثة المتبقين وزوجها في السجن، وبعد إطلاق سراح فريد في عام 1931، بدأ الزوجان موجة جديدة من الجرائم، انتهت بهما في عام 1935 مقتولين في مخبئهما في فلوريدا.
فيرجينيا هيل (1916-1966)
ولدت في ظروف فقيرة في ألاباما، أصبحت فيرجينيا هيل غاسلة أموال بارعة، ومرسلة نقدية، وتاجرة هيروين مكسيكية، ومخبرة، وعُرفت بلقب “الفلامنغو” و”ملكة المافيات”، وكانت صديقة للمجرم بروكلي باغسي سيغل، وقد استخدمت جاذبيتها لتأمين صفقات، وجنت شهرة وثروة من خلال العمل كمحاسبة لدى آل كابوني.
ولكن حظوظها تغيرت بعد مقتل سيغل، مما جعلها أقل فائدة، كما أن ديونها الضخمة وجريمتها السابقة أجبرتها على الفرار من العدالة، وفي عام 1961، وُجدت ميتة في كتلة ثلجية في النمسا، ويُحتمل أنها توفيت بسبب جرعة زائدة من حبوب النوم، على الرغم من أن البعض يشتبه أنها كانت جريمة قتل.
ستيفاني سانت كلير (1897-1969)
على الرغم من أن أساليبها كانت قاسية، إلا أن ستيفاني سانت كلير كانت تحمي حيها في هارلم بشراسة، وناضلت من أجل حقوق الأمريكيين الأفارقة وشهدت ضد الشرطة الفاسدة، كما عُرفت بلقب “مدام سانت كلير” و”كوين”، وشكلت تحالفًا مع المنفذ الرئيسي إلسورث “بامبي” جونسون وزعيم العصابة لوكي لوتشيانو لحماية هارلم من عصابات أخرى.
وقادت لعبة أرقام غير قانونية ناجحة، وأقرضت الأموال وجمعت الديون بالقوة، كما واجهت العديد من المشاكل القانونية، ولكن اتهامها للعديد من ضباط الشرطة الفاسدين كان محرجًا للغاية لقسم شرطة نيويورك، وقد تقاعدت لاحقًا وسلمت عمل الأرقام إلى بامبي، الذي أصبح يُعرف باسم إله هارلم، وتوفيت في عام 1969 كأمرأة ثرية.
غريزلدا بلانكو (1943-2012)
في ذروتها في السبعينيات والثمانينيات، أصبحت غريزلدا بلانكو أول مجرمة مليارديرة، حيث جنت 80 مليون دولار شهريًا من تهريب الكوكايين من كولومبيا إلى الولايات المتحدة، وكانت تُعرف بلقب “لا مادريتا” و”الأرملة السوداء” و”ملكة تجارة المخدرات”، وقد قتلت أول ثلاثة أزواج لها، واستمتعت بمشاهدة تعذيب ضحاياها.
ولتسهيل تهريب الكوكايين من ميديلين إلى نيويورك، اخترعت ملابس داخلية خاصة للمهربين، ولم تنفذ القتل بنفسها، بل أمرت بقتل حوالي 2000 شخص، وقد قُتلت في عام 2012 خارج محل جزارة في ميديلين، كولومبيا.
تشنغ تشيو بينغ (1949-2014)
لقبت بـ “رأس الأفعى”، كانت تشنغ تشيو بينغ زعيمة مجموعة إجرامية تحت الأرض في تشاينا تاون بنيويورك، ومسؤولة عن تهريب حوالي 3000 مهاجر غير شرعي من الصين إلى الولايات المتحدة، كما كانت تفرض رسومًا باهظة تصل إلى 40000 دولار لكل شخص، وغالبًا ما كانت الرحلات من هونغ كونغ إلى غواتيمالا ثم إلى نيويورك محفوفة بالمخاطر.
وفي الثمانينيات والتسعينيات، بلغت ثروتها 40 مليون دولار، وحُكم عليها في النهاية بتهم تهريب المهاجرين وغسيل الأموال وتجارة البشر، وتوفيت في السجن عن عمر يناهز 65 عامًا.
وعلى الرغم من أن الجريمة المنظمة كانت تُعتبر مجالًا ذكوريًا، فإن هؤلاء النساء يُظهرن أن النساء يمكن أن يكنّ قويات ومؤثرات في هذا العالم القاسي.
إليك أيضًا:
نصائح لتقليل التوتر لدى النساء فوق سن الخمسين
كيف يؤثر الاكتئاب الموسمي على النساء والرجال؟
5 طرق للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة
علاجات طبيعية لمشاكل الشعر الشائعة