كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي على صورة الجسم لدى المراهقين؟

جود أونسال
6 Min Read

في العصر الرقمي الحديث، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة المراهقين، ومع تزايد استخدام هذه المنصات، بدأ يظهر تأثيرها العميق على العديد من جوانب حياتهم، بما في ذلك صورتهم الذاتية وجسمهم، وتتنوع التأثيرات بين الإيجابية والسلبية، وتؤثر بشكل خاص على صورة الجسم، مما قد يؤدي إلى مشاعر القلق، اضطرابات الطعام، وغيرها من المشكلات النفسية.

التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على صورة الجسم:

من المعروف أن المراهقين في مرحلة النمو الجسدي والنفسي يكونون أكثر عرضة للتأثر بالصورة التي يراها الآخرون لهم، غالبًا ما يتم تصوير الجسم المثالي على منصات مثل إنستغرام، فيسبوك، وتيك توك بأسلوب يروج للمعايير الجمالية الضيقة التي تركز على ملامح معينة مثل النحافة أو العضلات المحددة، مما يساهم في تعزيز شعور المراهقين بعدم الرضا عن أجسامهم إذا كانت لا تتوافق مع هذه المعايير.

  1. المقارنة الاجتماعية

مقارنة النفس بالآخرين هي ظاهرة شائعة بين المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي، فهم يشاهدون صوراً تم تعديلها باستخدام الفلاتر أو الصور المعدلة بشكل رقمي، مما يؤدي إلى تقدير مغلوط للجمال الجسدي، هذه المقارنات يمكن أن تؤدي إلى الإحساس بالنقص، ما ينعكس سلباً على صورة الجسم لدى المراهقين ويؤدي إلى القلق والضغط النفسي.

  1. تعزيز ثقافة “الجمال المثالي

تساهم العديد من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة “الجمال المثالي” التي تركز على معايير غير واقعية، قد يشعر المراهقون، وخاصة الفتيات، بضغط لتغيير مظهرهن ليتوافق مع هذه المعايير، مما يساهم في انتشار اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، مثل هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية جسدية ونفسية قد تدوم طويلاً.

  1. تأثير الفلاتر والفوتوشوب

استخدام الفلاتر والفوتوشوب هو أمر شائع على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يساهم في خلق صور غير واقعية للجسم، يتأثر المراهقون بصورة كبيرة بهذه الصور المعدلة ويقارنونها بأجسامهم الحقيقية، مما يسبب لهم شعوراً بالقلق أو العجز، دراسات عدة أظهرت أن التعرض المستمر للصور المعدلة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات.

التأثيرات الإيجابية لمواقع التواصل الاجتماعي على صورة الجسم:

على الرغم من التأثيرات السلبية الواضحة، يمكن لمواقع التواصل الاجتماعي أن تقدم بعض الفوائد أيضًا، إذا تم استخدامها بطريقة إيجابية.

  1. دعم المجتمع والتقدير الذاتي

تتيح بعض المنصات للمراهقين إمكانية الانضمام إلى مجتمعات داعمة تروج لتقبل الجسم بمختلف أشكاله وأحجامه، هذه الحركات تشجع على احترام التنوع الجسدي وتعزز من صورة الجسم الإيجابية، على سبيل المثال، بعض الحملات على مواقع التواصل تدعو إلى قبول الجسم الطبيعي والتوقف عن تبني معايير جمالية ضيقة.

  1. الوصول إلى المعلومات الصحية

مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون منصة لنشر الوعي الصحي والتمارين الرياضية بشكل إيجابي، المراهقون الذين يتابعون مدربين متخصصين أو خبراء تغذية على هذه المنصات يمكنهم اكتساب معلومات مفيدة تساعدهم في الحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية، كما يمكن أن يساعد الانخراط في هذه الحسابات في تعزيز السلوكيات الصحية وتجنب الاعتماد على المعايير الجمالية غير الواقعية.

  1. دعم المشاهير المؤثرين في تقبل الجسم

يؤدي بعض المؤثرين والمشاهير الذين يروجون لرسائل عن تقبل الذات والتنوع في الأجسام إلى تحفيز المراهقين على قبول أجسامهم كما هي، من خلال تبني هذه الرسائل، يمكن للمراهقين تطوير علاقة أكثر صحة مع أجسامهم، بعيدًا عن الضغوطات المجتمعية والمعايير الجمالية المفرطة.

نصائح للمراهقين وأسرهم للتعامل مع تأثير مواقع التواصل الاجتماعي:

لكي يتمكن المراهقون من التعامل بشكل إيجابي مع تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي على صورة الجسم، هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها:

  • الوعي والمعرفة: من المهم أن يتعرف المراهقون على تأثير الفلاتر والتعديلات الرقمية على الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، التثقيف حول الفوارق بين الصورة الحقيقية والصورة المعدلة يساعد في تقليل تأثير المقارنات الاجتماعية.
  • موازنة الوقت على الإنترنت: يجب على المراهقين وأسرهم تحديد وقت معقول لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لتجنب التأثير المفرط على الصورة الذاتية، ممارسة الأنشطة الحقيقية مثل الرياضة والأنشطة الخارجية يمكن أن تساعد في تحسين تقدير الذات بعيدًا عن العالم الرقمي.
  • التشجيع على التفكير الإيجابي: تشجيع المراهقين على التركيز على جوانبهم الإيجابية والابتعاد عن التركيز على مظهرهم الجسدي يمكن أن يعزز من تقديرهم لأنفسهم.
  • دعم الأسرة والمجتمع: دور الأسرة والمجتمع في تعزيز مفاهيم الجمال الشامل والتأكيد على أهمية الصحة النفسية والجسدية هو أمر بالغ الأهمية في بناء صورة جسم صحية لدى المراهقين.

يعد تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على صورة الجسم لدى المراهقين موضوعًا معقدًا يتضمن جوانب سلبية وإيجابية، بينما يمكن أن تساهم هذه المنصات في تعزيز القيم الصحية والتنوع الجسدي، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى الضغط النفسي والمقارنات غير الواقعية التي تضر بالصورة الذاتية للمراهقين، من خلال التثقيف، التوجيه، والدعم المناسب من الأهل والمجتمع، يمكن الحد من التأثيرات السلبية وتعزيز صورة الجسم الإيجابية لدى المراهقين.

شاهد أيضا:
ماذا يعني هوس نتف شعر الرأس وما تأثيره على الصحة النفسية؟
9 طرق للتحدث مع أطفالك حول الصحة العقلية
7 قواعد للعناية بالبشرة لا يمكنك تجاهلها

Share This Article