القولون العصبي، أو ما يُعرف علميًا بمتلازمة القولون المتهيج (Irritable Bowel Syndrome – IBS)، هو اضطراب وظيفي شائع يصيب الجهاز الهضمي، ويؤثر بشكل خاص على الأمعاء الغليظة، وعلى الرغم من أنه لا يُعتبر حالة خطيرة تهدد الحياة أو تسبب مضاعفات خطيرة، إلا أنه يمثل تحديًا حقيقيًا للمصابين به بسبب تأثيره الكبير على نمط حياتهم وصحتهم النفسية والجسدية، ويُعاني المصابون بالقولون العصبي من مجموعة من الأعراض المتكررة والمزعجة، مثل الانتفاخ، آلام البطن، الإسهال أو الإمساك، وهو ما قد يجعل حياتهم اليومية مليئة بالتحديات.
وأهمية القولون العصبي لا تقتصر فقط على الأعراض التي يسببها، بل تمتد إلى تعقيد أسبابه، والتي تتداخل فيها العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية بشكل يجعل التشخيص والعلاج رحلة تحتاج إلى فهم شامل لهذا المرض، ويلفت الانتباه أن القولون العصبي يرتبط بشكل كبير بنمط الحياة الحديث، حيث الضغوط النفسية المتزايدة والنظام الغذائي غير الصحي، مما يجعله مشكلة شائعة بين سكان المدن بشكل خاص.
وفي هذا المقال سنستعرض الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور القولون العصبي، مسلطين الضوء على العوامل المؤثرة التي يجب أخذها بعين الاعتبار لفهم هذا الاضطراب والحد من آثاره على حياة المصابين.
مسببات مرض القولون العصبي:

- اضطرابات في حركة الأمعاء:
تُعد التقلصات غير المنتظمة في عضلات الأمعاء من الأسباب الرئيسية لظهور القولون العصبي، وقد تكون هذه التقلصات أسرع من المعتاد، مما يؤدي إلى الإسهال، أو أبطأ، مما يتسبب في الإمساك. - الحساسية المفرطة في الأمعاء:
يعاني بعض الأشخاص المصابين بالقولون العصبي من حساسية مفرطة في أعصاب الأمعاء، مما يؤدي إلى شعورهم بالألم حتى مع وجود تحفيز بسيط في الجهاز الهضمي. - الضغط النفسي والتوتر:
يُعتبر التوتر والقلق من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الجهاز الهضمي، وقد يؤدي الإجهاد المزمن إلى تفاقم أعراض القولون العصبي نتيجة للتأثيرات السلبية على حركة الأمعاء وميكروبيوم الأمعاء. - التغيرات في ميكروبيوم الأمعاء:
يُعتقد أن التغيرات في التوازن بين البكتيريا المفيدة والضارة في الأمعاء تلعب دورًا في ظهور القولون العصبي، وضعف تنوع الميكروبيوم قد يؤدي إلى زيادة الالتهابات وظهور الأعراض المزعجة.
- الحساسية تجاه بعض الأطعمة:
يعاني بعض مرضى القولون العصبي من صعوبة في هضم أطعمة معينة مثل اللاكتوز (سكر الحليب) والفركتوز (سكر الفواكه)، مما يؤدي إلى تهيج الأمعاء. - التغيرات الهرمونية:
تُلاحظ أعراض القولون العصبي بشكل أكبر لدى النساء مقارنةً بالرجال، ويُعتقد أن التغيرات الهرمونية أثناء الدورة الشهرية تلعب دورًا في زيادة حدة الأعراض. - العوامل الوراثية:
تشير بعض الدراسات إلى أن العوامل الوراثية قد تزيد من احتمالية الإصابة بالقولون العصبي، حيث يُلاحظ انتشار المرض بين أفراد الأسرة الواحدة. - عدوى الجهاز الهضمي:
قد تؤدي عدوى الجهاز الهضمي مثل التهاب المعدة والأمعاء إلى تهيج القولون وتطوير متلازمة القولون العصبي لدى بعض الأشخاص.
شاهد أيضاً:
ما هو أسرع علاج للقولون العصبي؟
ماذا يشعر مريض القولون العصبي؟
كيف أعرف أني أعاني من القولون العصبي؟