منذ سنوات طويلة، أشارت الأبحاث إلى فوائد غذائية للدماغ، حيث يمكن أن يسهم نمط الأكل في الوقاية من أمراض مثل الزهايمر، دراسة نُشرت مؤخرًا أظهرت أن كبار السن الذين اعتمدوا حمية MIND، التي تركز على الأطعمة الصحية للدماغ كالخضار الورقية والأسماك، كانوا أقل عرضة للخرف بمرور الوقت، ومع ذلك لا يزال هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم العلاقة الدقيقة بين النظام الغذائي والخرف، مع الاعتراف بأن هناك عوامل أخرى قد تكون لها تأثير كبير مثل الوراثة والنشاط البدني والعقلي.
شاهد أيضاً: ما هي أسباب تضخم الكبد؟
أطعمة تساعد في الوقاية من الخرف:
الأسماك
الأسماك تعد مصدرًا ممتازًا للأحماض الدهنية أوميغا 3، التي تعتبر أساسية للجسم لأنه لا يمكنه إنتاجها بمفرده. تُظهر الأبحاث أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 تلعب دورًا مهمًا في صحة الدماغ، حيث تساهم في تنظيم إطلاق النواقل العصبية والحفاظ على صحة الغشاء الخلوي في الدماغ، مما يؤثر إيجابيًا على معالجة البروتينات وتجديد الخلايا. كما أن لها تأثيرات مضادة للالتهابات، مما يعزز الصحة العامة للدماغ والجسم.
الأسماك ذات التركيزات العالية من حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر بشكل أكبر مقارنة بأنواع الأسماك الأخرى. لذا، يعد اختيار أنواع مثل السلمون، الماكريل، التونة، والسردين، التي تحتوي على كميات كبيرة من هذين الحمضين، خيارًا ممتازًا لتعزيز صحة الدماغ بشكل خاص.
الفواكة والخضراوات الملونة
الفواكه والخضروات الملونة تحتوي على الأنثوسيانين، وهي مضادات أكسدة قوية توجد في منتجات مثل التوت الأزرق والبنجر والملفوف الأحمر والجزر الأرجواني. دراسات أظهرت أن تناول هذه الأطعمة بانتظام يمكن أن يساهم في إبطاء معدل التدهور المعرفي، مما يعزز الأداء العقلي ويحسن الوظائف العقلية على المدى الطويل.
المضادات الأكسدة في هذه الأطعمة لها القدرة على محاربة الالتهابات في الدماغ، والتي تلعب دورًا مهمًا في صحة الخلايا وإعادة تدويرها. هذه العملية الطبيعية للتطهير تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وتقليل مخاطر الخرف، عن طريق تعزيز الإلتهابات والأداء العقلي الصحي.
الخضار الورقية
الخضروات الورقية تحتوي على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية المفيدة للصحة العقلية والوقاية من الأمراض العصبية التنكسية. على سبيل المثال، حمض الفوليك له دور مهم في إنتاج الهرمونات التي تؤثر على الإدراك والتركيز والمزاج. السبانخ، واللفت الأخضر، والكرنب الأخضر، والخس جميعها تحتوي على هذا العنصر الغذائي المهم، إلى جانب العديد من العناصر الأخرى مثل الفيلوكوينون واللوتين والنيترات والألفا توكوفيرول والكايمبفيرول التي تساهم في صحة الدماغ.
بالنسبة لمرض الزهايمر، الأبحاث تشير إلى أن نقص المغذيات قد يزيد من خطر الإصابة به، لذا يُشجع عادةً على تضمين الخضروات الورقية بشكل منتظم في النظام الغذائي لتعزيز الصحة العامة والحفاظ على وظائف الدماغ.
المكسرات والبذور
المكسرات والبذور تعد مصدرًا ممتازًا للأحماض الدهنية أوميغا 3، وتحديدًا حمض ألفا لينولينيك (ALA). رغم أن ALA هو نوع مختلف من الأحماض الدهنية أوميغا 3 عن تلك الموجودة في الأسماك (مثل EPA وDHA)، فإنه يعتبر مهمًا أيضًا للصحة العامة، بما في ذلك صحة الدماغ.
البحوث تشير إلى أن ALA قد يكون له تأثير مفيد على صحة الدماغ بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، التي يمكن أن تؤثر على خلايا معينة في الجسم بطريقة تعزز الصحة العامة، بما في ذلك الدماغ. على الرغم من أن هذه الدراسات واعدة، إلا أنها تحتاج إلى مزيد من البحث لتأكيد فوائد ALA المحددة على صحة الدماغ.
زيت الزيتون
زيت الزيتون يُعتبر حقًا “الذهب السائل” بسبب فوائده الصحية المتعددة، بما في ذلك الفوائد التي يوفرها للدماغ. تحتوي زيوت الزيتون على تركيز عالٍ من الأحماض الدهنية الأساسية من فئة أوميغا 3، مثل حمض الألفا لينولينيك (ALA)، الذي يُظهر بحسب الأبحاث أنه يمكن أن يكون مفيدًا لصحة الدماغ.
دراسة نُشرت في مجلة JAMA Network Open أشارت إلى أن تناول زيت الزيتون بانتظام يمكن أن يقلل من خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة صغيرة أخرى نُشرت في مجلة Nutrients أن زيت الزيتون قد يساهم في تعزيز حاجز الدم الدماغي الأقوى، الذي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على صحة الدماغ ومنع التدهور المعرفي.
البقوليات
الثيامين (فيتامين ب1) له دور حيوي في دعم صحة الدماغ ووظائفه. يُعتبر الثيامين جزءًا أساسيًا من الإنزيمات التي تساعد في نقل الطاقة داخل الخلايا، بما في ذلك الخلايا في الدماغ، وهذا يسهم في الحفاظ على وظائفها العصبية الطبيعية. الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين ب1 قد يظهرون أعراضًا تشابه أعراض مرض الزهايمر، مثل فقدان الذاكرة وصعوبات التركيز.
إضافة إلى ذلك، تحتوي البقوليات مثل الفاصوليا والعدس على كميات كبيرة من الألياف وأحماض أوميغا 3، التي تعتبر أيضًا مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية. تقلل الألياف من مستويات ضغط الدم وتعزز الصحة القلبية، مما يساهم في تحسين التدفق الدموي إلى الدماغ، مما يعزز من وظائفه ويدعم الحفاظ على صحته العامة.
ولكن هل الأمر كله يتعلق بالطعام؟
التأثيرات الصحية للدماغ ليست محصورة فقط في الأطعمة التي نأكلها، بل تمتد إلى الأساليب الحياتية العامة والعادات الصحية التي نتبعها. عندما نتحدث عن “غذاء الدماغ”، فإننا نشير إلى مجموعة من العناصر الغذائية المفيدة التي تدعم صحة القلب والأوعية الدموية، وهذا يؤثر بدوره على صحة الدماغ بشكل غير مباشر أيضًا.
إضافة إلى ذلك، تؤكد الأبحاث أن السلوكيات الصحية مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نوم جيد، وبناء علاقات اجتماعية قوية، وتحفيز العقل بالتحديات الفكرية، كلها تلعب أدوارًا حاسمة في الوقاية من الخرف والحفاظ على وظائف الدماغ. هذه العوامل تعزز تدفق الدم إلى الدماغ، وتقلل من التهابات الجسم، وتساهم في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية.
لذا، النهج الشامل هو الأفضل عندما يتعلق الأمر بصحة الدماغ والوقاية من التدهور المعرفي. من خلال دمج التغذية السليمة مع السلوكيات الصحية، يمكن تحقيق تأثيرات متراكمة إيجابية على الصحة العامة على المدى الطويل.
شاهد أيضاً:
أعراض وعلامات مرض أديسون
أضرار كتم العطس
موعد برنامج توب شيف الموسم السابع 2024 والقنوات الناقلة
أعراض للنوبات القلبية احذري تجاهلها