طقس العرب– تماما مثل الأمهات، يمكن للآباء أن يكون لهم دور فعال في حياة أطفالهم، خاصة عند التحدث عن الصحة العقلية مبكرًا. فقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن مشاركة الأب تشكل عاملًا وقائيًا ضد الأمراض العقلية في مرحلة الطفولة ,يؤكد الدكتور كونمي سوبويل لموقع “هيلث لاين” (Healthline) على هذا الأمر.
أهمية التوعية بالصحة العقلية للأطفال
إن التوعية بالصحة العقلية منذ الصغر تعد مهمة للأطفال، تمامًا مثل الاهتمام بصحتهم الجسدية، حيث يساعدهم ذلك على فهم مشاعرهم وزيادة مرونتهم النفسية. لكن هناك من يجدون صعوبة في مناقشة هذا الموضوع مع أطفالهم، فوفقًا لاستطلاع أجرته وزارة الصحة البريطانية في عام 2015، تبين أن 55% من الآباء لم يتحدثوا أبدًا مع أطفالهم عن الصحة العقلية. وذكرت سو بيكر، مديرة الاستطلاع لشبكة “بي بي سي” (BBC)، أن الحديث عن الصحة العقلية لا يزال يُعتبر محرجًا لدى العديد من الآباء.

لذلك، ينصح الخبراء بجعل الصحة العقلية جزءًا من المحادثات اليومية مع الأطفال، لأن هذا يعزز من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم في المستقبل. وأفادت “بي بي سي” بوجود أكثر من 850 ألف طفل بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عامًا، يعانون من اضطرابات عقلية. وأعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن هناك أكثر من 6 ملايين طفل أميركي يعانون من القلق والاكتئاب. كما أكد التحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI) أن واحدًا من كل خمسة مراهقين سيعاني من اضطراب عقلي حاد خلال حياته.
تشير الكاتبة الأميركية نيكول سبيكتور إلى أن الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض العقلية لا تزال قائمة، مما يجعل العديد من الآباء يتجنبون الحديث عنها. لكن هذا لا يعني تجنب مناقشة الصحة العقلية، بل يجب التطرق إليها قبل أن تتفاقم إلى أزمة حقيقية، وفقًا لهانا جين باركنسون، المتخصصة في الصحة العقلية.
تقول ميليسا كوخ، المستشارة المهنية المعتمدة، إن الأهل هم الأكثر دراية بأطفالهم، لذا يجب الانتباه لأي سلوك غير معتاد. ووفقًا لدكتور دونالد مردخاي، تشمل العلامات التحذيرية القلق والانفعال، التصرف باندفاع، انخفاض الحماس أو الطاقة، قلة التركيز، الابتعاد عن الأصدقاء والأنشطة، تدني الدرجات الدراسية، تغييرات في أنماط الأكل أو النوم، والصداع المتكرر.
لتسهيل الحديث مع الأطفال عن الصحة العقلية، يمكن للآباء أن يكونوا قدوة ويشجعوا أطفالهم على التعبير عن مشاعرهم وينصح دكتور إيلي ليبويتز بأن يكون الآباء نموذجًا من خلال المشاركة الإيجابية والانفتاح على الحديث عن الصحة العقلية.
الشفافية أيضًا مهمة، حيث يمكن للوالدين الإفصاح عن تجاربهم الشخصية مع المشكلات النفسية بشكل مناسب. كما يجب طرح الأسئلة وتجنب الافتراضات المسبقة، والتركيز الكامل أثناء الحديث مع الأطفال.
إذا لم يكن الطفل مرتاحًا للحديث مع والديه، يمكن تجنيد شخص آخر للتحدث معه. من المهم أيضًا عدم الاستهانة بمشاكل الأطفال الصغيرة، والتجنب المباشر لتقديم النصائح، حيث يحتاج الأطفال إلى الشعور بأنهم مسموعون وأن مشكلاتهم تُؤخذ على محمل الجد.
شاهد أيضا:
بعد تعرض رجل للتسمم عند لمسها.. هل نبات الزينة يسبب الوفاة؟
معلومة صادمة.. هل حرارة الهواء في الظل هي نفسها تحت أشعة الشمس؟