يعدّ القولون العصبي من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا في العالم، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص بمختلف الأعمار. ومع تكرار ظهوره في بعض العائلات، يبدأ السؤال: هل القولون العصبي مرض وراثي فعلاً؟ أم أن العوامل النفسية والغذائية هي السبب؟
ما هو القولون العصبي؟

القولون العصبي أو متلازمة الأمعاء المتهيجة (IBS) هو اضطراب وظيفي في الجهاز الهضمي، يسبب مجموعة من الأعراض مثل الانتفاخ، ألم البطن، الغازات، والإمساك أو الإسهال.
ولا ينتج القولون العصبي عن مرض عضوي واضح، بل عن خلل في طريقة تفاعل الأمعاء مع الدماغ، ما يجعل الجهاز الهضمي أكثر حساسية للتوتر أو بعض الأطعمة.
هل القولون العصبي وراثي حقًا؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الوراثة تلعب دورًا جزئيًا في الإصابة بالقولون العصبي. فالأشخاص الذين لديهم أحد أفراد العائلة مصابًا بهذه المتلازمة ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بنسبة ملحوظة مقارنة بغيرهم.
لكن ذلك لا يعني أن الجينات وحدها السبب، بل إنها تمنح الشخص قابلية أكبر لظهور الأعراض في حال تعرضه لعوامل أخرى مثل الضغط النفسي أو النظام الغذائي غير الصحي.
العوامل الوراثية المحتملة
يرجّح الباحثون أن الجينات قد تؤثر على:
- حساسية أعصاب الأمعاء، ما يجعلها تتفاعل بشدة مع التوتر أو الطعام.
- نقل الإشارات بين الأمعاء والدماغ، مما يزيد من اضطراب الحركة الهضمية.
- تنظيم هرمونات الجهاز الهضمي مثل السيروتونين، وهو ما قد يفسر تكرار الأعراض بين أفراد العائلة الواحدة.
العوامل غير الوراثية الأكثر تأثيرًا
على الرغم من الدور الوراثي، إلا أن أغلب حالات القولون العصبي ترتبط بعوامل بيئية وسلوكية، من أهمها:
- التوتر والقلق المزمن
- تناول أطعمة مهيجة مثل الدهون، القهوة، والمقليات
- قلة النوم والإرهاق المستمر
- التهابات سابقة في الأمعاء
- اختلال بكتيريا الأمعاء المفيدة
هل يمكن الوقاية من القولون العصبي؟
نعم، حتى لو كان هناك استعداد وراثي، يمكن التحكم بالأعراض والوقاية منها من خلال:
- اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالألياف
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق
- تقليل المنبهات والأطعمة الحارة
- شرب الماء بانتظام وتحسين جودة النوم
- مراجعة الطبيب عند استمرار الأعراض لتجنب تفاقمها
شاهد أيضاً:
ماذا يشعر مريض القولون العصبي؟