ماذا يشعر مريض القولون العصبي؟

فرح راضي
6 Min Read
القولون العصبي

القولون العصبي هو اضطراب هضمي شائع يؤثر في العديد من الأشخاص حول العالم، ويتسبب في مجموعة من الأعراض المعوية وغير المعوية التي قد تكون مزعجة وتؤثر على جودة الحياة اليومية، ويعاني الأشخاص المصابون بالقولون العصبي من مجموعة من المشاعر الجسدية والنفسية التي قد تختلف في شدتها وتواترها من شخص لآخر، ويتسبب هذا الاضطراب في حدوث تغيرات في عادات التبرز، ويصاحبه شعور بالألم البطني، انتفاخ، وأعراض أخرى قد تكون مربكة، وإضافة إلى ذلك، قد يعاني المرضى من آثار نفسية مثل القلق أو الاكتئاب بسبب تأثير الأعراض على حياتهم اليومية، ومن خلال التعرف على الأعراض التي قد تشير إلى وجود القولون العصبي، يمكن للمريض أن يتوجه إلى العلاج المناسب للحد من تأثير هذا الاضطراب على حياته.

وفي هذا المقال، سوف نستعرض الأعراض الشائعة التي يشعر بها مريض القولون العصبي وكيفية التمييز بين هذه الأعراض وبين حالات صحية أخرى قد تكون مشابهة، وسنركز على المشاعر والأحاسيس التي يمر بها المريض بشكل يومي وكيف يمكن أن تؤثر على جودة حياته اليومية.

بماذا قد تشعر إذا كنت تعاني من القولون العصبي؟

قولون عصبي
  1. الألم البطني والتقلصات

من أبرز الأعراض التي يشعر بها مريض القولون العصبي هو الألم البطني، ويصف المرضى هذا الألم بطرق مختلفة، فقد يكون عبارة عن تقلصات حادة، آلام مملّة، أو شعور بالانتفاخ أو الامتلاء، وقد يتفاقم هذا الألم بعد تناول وجبات معينة أو نتيجة للإجهاد العاطفي، وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون الشعور بالحرقان أيضًا جزءًا من هذه الآلام، ويمكن أن يتغير شدة الألم من وقت لآخر، مما يجعله غير مستمر ويأتي في فترات متقطعة.

  1. الانتفاخ والشعور بالامتلاء

الانتفاخ هو عرض آخر يعاني منه مريض القولون العصبي، ويشعر المريض غالبًا بأن معدته منتفخة أو ممتلئة، وقد يرافق هذا الشعور صعوبة في التنفس أو الإحساس بأن الجسم لا يستطيع التخلص من الغازات بسهولة، وقد يكون هذا الانتفاخ شديدًا لدرجة أنه يؤثر على الأنشطة اليومية ويسبب حرجًا للمريض.

  1. الإسهال أو الإمساك

تتفاوت الأعراض لدى مرضى القولون العصبي بين الإسهال والإمساك، ويعاني بعض المرضى من إسهال متكرر، حيث يعانون من براز مائي وتكرار الحاجة للذهاب إلى الحمام بشكل مفاجئ، وفي حالات أخرى، قد يعاني المرضى من الإمساك المزمن، مما يجعل من الصعب التبرز ويشعر المريض كأنه لا يستطيع إفراغ أمعائه بشكل كامل، وقد يتناوب بعض المرضى بين الحالتين، حيث يحدث تكرار للإسهال أو الإمساك في فترات مختلفة.

  1. مخاط في البراز

من الأعراض التي قد لا يلاحظها الكثيرون هو وجود مخاط في البراز، وقد يظهر البراز بلون أبيض أو قد يحتوي على إفرازات مخاطية، مما يسبب القلق لدى بعض المرضى.

  1. الشعور بعدم التفريغ الكامل

مريض القولون العصبي قد يشعر بعدم الراحة بعد التبرز، حيث يشعر بأنه لم يتمكن من إفراغ أمعائه بالكامل، وهذا الشعور قد يستمر حتى بعد زيارة الحمام، مما يسبب إحساسًا مزعجًا ويزيد من مستويات القلق لدى المريض.

  1. الإجهاد العاطفي والتأثير النفسي

القولون العصبي ليس مجرد مشكلة جسدية بل له أيضًا تأثيرات نفسية، والكثير من المرضى يعانون من القلق أو الاكتئاب المرتبط بالحالة، وقد يشعر الشخص بالتوتر الشديد عندما يعجز عن التحكم في أعراض القولون العصبي في الأماكن العامة أو خلال مواقف اجتماعية، وهذا قد يفاقم الأعراض ويخلق حلقة مفرغة بين الأعراض الجسدية والضغوط النفسية.

  1. الأعراض غير المعوية

قد يعاني مريض القولون العصبي من أعراض لا علاقة لها بالجهاز الهضمي، مثل الصداع النصفي (الشقيقة) ومشاكل النوم، ويعاني البعض أيضًا من ألم مزمن في أجزاء أخرى من الجسم مثل آلام العضلات (الألم العضلي الليفي) وآلام الحوض المزمنة، وهذا الرابط بين القولون العصبي وأعراض أخرى غير معوية يجعل المرض أكثر تعقيدًا في التشخيص والعلاج.

  1. التفاوت في شدة الأعراض

من المعروف أن أعراض القولون العصبي قد تختلف بشكل كبير بين مرضى آخرين، وقد تتراوح من خفيفة إلى شديدة، وبعض المرضى قد يشعرون بتقلبات كبيرة في شدة الأعراض على مدار اليوم أو الأسبوع، وقد تتحسن الأعراض في فترات معينة، مثل العطلات أو عند تخفيف التوتر، بينما تزداد الأعراض سوءًا في أوقات أخرى مثل أثناء العمل أو في فترات الضغط النفسي.

  1. الارتباط بالإجهاد العاطفي

العديد من مرضى القولون العصبي يلاحظون أن التوتر العاطفي والإجهاد النفسي يزيد من ظهور الأعراض، وهذا الارتباط بين الإجهاد والأعراض يعزز الفكرة القائلة بأن القولون العصبي ليس فقط اضطرابًا جسديًا، بل هو أيضًا نتيجة لتفاعل الجهاز الهضمي مع المشاعر والأحداث النفسية.

تشخيص القولون العصبي

عادةً ما يتم تشخيص القولون العصبي بناءً على الأعراض السريرية التي يرويها المريض، والطبيب سيقوم بسؤالك عن الأعراض التي تعاني منها ويقوم بمراجعة التاريخ الطبي، وفي معظم الحالات، لا يتطلب الأمر فحوصات أو اختبارات مختبرية لتشخيص القولون العصبي، لكن في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بفحوصات لاستبعاد أمراض أخرى.

إذا كانت الأعراض تؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، فإن استشارة الطبيب ضرورية لتحديد أفضل سبل العلاج، وقد يشمل العلاج تغييرات في النظام الغذائي، والعلاج النفسي، والأدوية المناسبة للتخفيف من الأعراض.

 

شاهد أيضاً: 

ماهي أفضل الأطعمة لمرضى القولون؟
6 علامات خفية تشير إلى إصابتك بمتلازمة القولون العصبي
8 أطعمة تعزز صحة القولون بشكل فعال

Share This Article