كيف تتخلصين من هواجس كمال المظهر

فرح راضي
4 Min Read
هوس الجمال

طقس العرب – منذ بدايات الحضارة، كان الجمال الجسدي هدفًا يسعى إليه البشر، وخاصة النساء. ومع ذلك، فإن ما كان يُعتبر جميلًا في العقود السابقة قد لا يُعتبر كذلك اليوم. الأجساد الرشيقة والأشكال الكاملة التي صورها فنانو الماضي العظماء تُعجب الناس اليوم لقيمتها الفنية فقط، وليست معيارًا لجمال المرأة المعاصرة.

في الوقت الحالي، تواجه المرأة صورًا تمجّد الشباب والنحافة. رغم اختلاف معايير الجمال بين الحضارات والثقافات المختلفة، فإن السعي وراء الجمال يستمر ويتخطى الأجيال، متأثرًا بالمعايير المحددة. تتماشى مفاهيم الجمال مع كيفية تعامل المجتمع مع المعايير الجمالية.

يقول خبراء علم النفس إن العمر هو إحدى الفئات الاجتماعية الأساسية، مثل العرق والجنس، حيث يعطي الدماغ البشري الأولوية لهذه المعلومات ويقدرها بشدة. عند لقاء شخص ما، نصنفه تلقائيًا بناءً على عرقه وجنسه وعمره. هناك صورة نمطية ثابتة وراسخة عن عمر المرأة والصورة التي ينبغي أن تكون عليها في منتصف العمر أو الأربعينيات منه، حيث تبدأ التقييمات السلبية في الظهور، ومع مرور العمر يتجلى ما يُعرف بالتمييز ضد الشيخوخة.

الوضع أسوأ بالنسبة للنساء

هوس الجمال

على الرغم من أن الرجال يعانون أيضًا من الصورة النمطية للتقدم في العمر، إلا أن المشكلة تكون أكبر بالنسبة للنساء. لا يشعر المجتمع بالدهشة عند رؤية رجل في منتصف العمر نشيطًا ويمارس أنشطة شبابية، لأن صورة الرجل الناضج تتمثل في القوة والاحترام. في المقابل، تخرج المرأة في منتصف العمر من دائرة الضوء لأنها لم تعد تناسب معايير الجاذبية التي يرسخها المجتمع، مما يجعل النساء يعانين من التفرقة العمرية في وقت مبكر وبصورة أكثر قسوة.

يمنح المجتمع قيمة كبيرة للشباب، وهناك العديد من الصناعات القائمة على مكافحة الشيخوخة، لأن الناس لديهم توقعات وهواجس سلبية تتعلق بأعراض ومظاهر الشيخوخة من ناحية الصحة والمظهر والقدرة. المخيف في الأمر أن الأشخاص الذين لديهم توقعات سلبية بشأن الشيخوخة يميلون إلى تحقيق تلك النتائج السلبية بالفعل مع تقدمهم في العمر.

تُعاني الكثير من النساء من كره النظر في المرآة لأنها تكشف عيوبهن عن قرب، مما يجعلها أداة قاسية في تقييم الذات. أظهرت الأبحاث أن أكثر من 80% من النساء لا يعجبهن مظهرهن، ويميلن إلى إنفاق مبالغ كبيرة لتحسين مظهرهن وفقًا لمعايير الجمال السائدة.

تجاوز هواجس المظهر

الجمال

يمكن لمراقبة الأفكار بوعي أن تساعد في التغلب على تلك الهواجس السلبية بشأن المظهر. من خلال النظر إلى أنفسنا دون محاولة إصلاح أي شيء، يمكننا تبني وجهة نظر مراقب موضوعي يسمح لنا بالنقد الذاتي بشكل أقل قسوة.

هذا التحول في التركيز يعزز وعينا بتأثير أفكارنا على أنفسنا، ويظهر لنا مدى قسوتنا تجاه أنفسنا، مما يتيح لنا التعامل مع أنفسنا والآخرين بلطف أكبر.

طريقة أخرى لتجاوز هوس الكمال بالمظهر هي التركيز على الذات ككل بدلاً من الانشغال بالعيوب الفردية ومقارنة أنفسنا بالآخرين. هذا يساعد في تجنب تأثير الأفكار السلبية عن المظهر على حياتنا.

يمكن أيضًا أن يُسهم العلاج السلوكي المعرفي في تقليل الأفكار الوسواسية المتعلقة بالمظهر، ويساعد في التفكير بطريقة أكثر توازنًا، مما يقلل مشاعر القلق والاكتئاب المتعلقة بالمظهر. إذا أصبح هذا الهاجس مفرطًا لدرجة تعوق ممارسة الحياة الطبيعية، يجب عدم التردد في استشارة طبيب نفسي.

شاهد أيضا:

ما قصة “شاشات الموت الزرقاء” التي أربكت العالم؟

في اليوم العالمي للقمر.. هل لدى قمرنا طقس؟

Share This Article