تعد آلام الصدر من الأعراض التي تثير القلق لدى الكثيرين، وقد يتسبب ذلك في شعور الإنسان بالخوف من احتمال وجود أمراض قلبية خطيرة، ومع ذلك فإن هناك حالات صحية أخرى قد تؤدي إلى آلام في الصدر، ومنها القولون العصبي الذي قد يسبب أعراضًا مشابهة لتلك التي تحدث بسبب مشكلات القلب، وفي هذا المقال، سنستعرض الفرق بين الألم الناتج عن أمراض القلب والألم الناتج عن القولون العصبي، وكيفية تأثير أمراض القولون على صحة القلب، بالإضافة إلى النصائح للتفرقة بين الأعراض.
أولًا: ما هو القولون العصبي؟
القولون العصبي هو اضطراب في الجهاز الهضمي يتمثل في مجموعة من الأعراض مثل:
- الانتفاخ
- الغازات
- الإسهال أو الإمساك
- ألم في البطن
- الشعور بعدم الراحة
وتتفاوت الأعراض من شخص لآخر، وقد يؤدي القولون العصبي إلى ظهور ألم في الصدر بسبب الغازات أو الانتفاخ الذي يضغط على منطقة الصدر، مما يسبب شعورًا مشابهًا لألم القلب، وفي بعض الحالات، يختلط على المريض التمييز بين الألم الناتج عن القولون العصبي والألم القلبي.
ثانيًا: أسباب ألم الصدر الناتج عن القولون العصبي
ألم الصدر الناتج عن القولون العصبي ليس ناتجًا عن مشكلة قلبية حقيقية، بل يحدث نتيجة للتغيرات في حركة الأمعاء، وتجمع الغازات أو الانتفاخات في منطقة البطن، وعندما يتراكم الغاز في الأمعاء أو يحدث توتر في العضلات المرتبطة بالقولون، قد يُشعر الإنسان بألم في الصدر قد يكون مشابهًا للألم القلبي.
- الغازات والانتفاخ: قد يتسبب التراكم الكبير للغازات في القولون إلى ضغط على الأمعاء والعضلات المحيطة، مما يؤدي إلى شعور غير مريح أو ألم في الصدر.
- الاضطراب في حركة الأمعاء: في حالات القولون العصبي، قد تتغير حركة الأمعاء بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى تقلصات قد يشعر بها الشخص في منطقة الصدر.
ثالثًا: تأثير القولون العصبي على القلب
على الرغم من أن القولون العصبي لا يُعتبر سببًا مباشرًا لأمراض القلب، إلا أن هناك بعض التأثيرات التي قد تكون ملحوظة:
- التوتر والقلق: يعتبر التوتر والقلق أحد الأسباب الشائعة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض القولون العصبي، وقد تؤدي هذه المشاعر إلى زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما قد يسبب أعراضًا مشابهة لتلك التي تحدث في أمراض القلب.
- ارتباط الأعراض: قد يتسبب الشعور بالألم في البطن أو الانتفاخ في زيادة شعور الشخص بالقلق، مما يساهم في تفاقم المشاكل القلبية بشكل غير مباشر.
ومع ذلك، فإن القولون العصبي بشكل مباشر لا يسبب مشاكل قلبية خطيرة، لكن الأعراض المشتركة بين القولون العصبي وأمراض القلب قد تجعل الشخص يشك في السبب.
رابعًا: كيف تفرق بين ألم الصدر الناتج عن القولون العصبي وألم القلب؟
من المهم معرفة الفرق بين ألم الصدر الناتج عن القولون العصبي وألم القلب، وذلك لتجنب القلق غير الضروري واتخاذ الإجراءات المناسبة في حال كانت الأعراض تشير إلى مشكلة قلبية حقيقية، وإليك بعض النقاط التي يمكن أن تساعدك في التفريق بين الاثنين:
- نوع الألم:
- ألم القولون العصبي عادة ما يكون مصحوبًا بتقلصات أو انتفاخ في البطن، وقد يزداد سوءًا بعد تناول الطعام أو عند الشعور بالقلق.
- ألم القلب قد يشعر به الشخص كألم حاد أو ثقيل في منطقة الصدر ويكون مستمرًا أو يترافق مع شعور بالضيق في الصدر أو ضيق في التنفس.
- الموقع:
- ألم القولون العصبي غالبًا ما يكون في منطقة البطن وقد يشعر الشخص بالألم في الجزء العلوي من البطن أو أسفل الصدر.
- ألم القلب عادة ما يكون في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر من الصدر، ويمكن أن ينتشر إلى الذراعين أو الفك أو الظهر.
- الارتباط بالنشاط البدني:
- ألم القولون العصبي لا يزداد بشكل ملحوظ مع النشاط البدني، بل قد يظهر بعد الوجبات أو في حالات التوتر.
- ألم القلب غالبًا ما يحدث بعد مجهود بدني أو قد يزداد سوءًا عند الضغط النفسي أو الأنشطة المرهقة.
- الأعراض المصاحبة:
- إذا كان الألم مصحوبًا بالغثيان، الدوار، أو التعرق البارد، قد يكون هذا مؤشرًا على مشاكل قلبية.
- أما إذا كان الألم مصحوبًا بـ الانتفاخ، الغازات، أو التغيرات في حركة الأمعاء، فمن المحتمل أن يكون السبب هو القولون العصبي.
خامسًا: متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟
على الرغم من أن معظم حالات الألم الصدري الناتج عن القولون العصبي لا تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة، إلا أنه من المهم استشارة الطبيب إذا كنت تشعر بألم في الصدر لأسباب غير مفهومة، ويجب استشارة الطبيب إذا:
- كان الألم مستمرًا أو مفاجئًا.
- كان الألم مصحوبًا بأعراض أخرى مثل التعرق البارد، الغثيان، أو صعوبة في التنفس.
- كنت تشعر بقلق بشأن حالتك الصحية أو إذا كانت لديك عوامل خطر لأمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم أو التاريخ العائلي لأمراض القلب.
شاهد أيضاً:
أعراض القولون العصبي النفسية
أسباب القولون العصبي
ما هو علاج القولون العصبي في البيت؟
كيف أعرف أني أعاني من القولون العصبي؟
