التستوستيرون هو هرمون ستيرويدي يلعب دورًا أساسيًا في العديد من وظائف الجسم لكل من الرجال والنساء، يُنتج بشكل رئيسي في الخصيتين لدى الرجال، بينما يتم إنتاجه لدى النساء في المبايض والغدد الكظرية، يعد التستوستيرون ضروريًا لصحة العضلات والعظام وتنظيم مستويات الطاقة، كما أنه يساهم في التوازن الهرموني لدى النساء، على الرغم من أن مستوياته لديهن تكون أقل بكثير مقارنة بالرجال.
ما هو ارتفاع هرمون التستوستيرون لدى النساء؟
يتم إنتاج التستوستيرون في جسم المرأة من عدة مصادر، تشمل المبايض، والغدد الكظرية، والأنسجة المحيطية، ورغم أن هذا الهرمون يلعب دورًا حيويًا في العديد من الوظائف البيولوجية، إلا أن ارتفاعه عن المعدل الطبيعي قد يؤدي إلى مشاكل صحية. عادةً ما تتراوح مستويات التستوستيرون الطبيعية لدى النساء بين 15 و70 نانوجرام/ديسيلتر، وعندما تتجاوز هذه المستويات الحد الطبيعي، قد يظهر على المرأة أعراض مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة نمو الشعر غير المرغوب فيه (الشعرانية)، وظهور حب الشباب، وخشونة الصوت، وقد يكون ارتفاع التستوستيرون مؤشرًا على اضطرابات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض، مما يستدعي التدخل الطبي في بعض الحالات.
أسباب ارتفاع هرمون التستوستيرون لدى النساء

1. متلازمة تكيس المبايض (PCOS)
تُعتبر متلازمة تكيس المبايض من الأسباب الرئيسية لارتفاع هرمون التستوستيرون عند النساء، وهي حالة تؤدي إلى ظهور أكياس صغيرة على المبايض وتسبب اضطرابات هرمونية تؤثر على عملية الإباضة وإنتاج الهرمونات، نتيجة لذلك، يزداد إفراز التستوستيرون، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، ونمو الشعر الزائد، وتساقط شعر الرأس، وحب الشباب، كما يمكن أن تؤثر هذه المتلازمة على الخصوبة وتزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
2. أمراض الغدد الكظرية
الغدد الكظرية هي المسؤولة عن إنتاج بعض الهرمونات، بما في ذلك التستوستيرون، بعض الأمراض التي تصيب هذه الغدد، مثل الأورام الكظرية أو تضخم الغدة الكظرية الخلقي، قد تؤدي إلى زيادة غير طبيعية في إنتاج التستوستيرون، يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض مثل خشونة الصوت، ونمو الشعر الزائد في مناطق غير معتادة لدى النساء، واضطرابات في الدورة الشهرية.
Contents
3. استخدام بعض الأدوية
هناك بعض الأدوية التي قد تتسبب في زيادة مستويات التستوستيرون لدى النساء، من بين هذه الأدوية، المنشطات الابتنائية التي تُستخدم لتعزيز الكتلة العضلية، بالإضافة إلى بعض الأدوية المحتوية على التستوستيرون، كما أن بعض أنواع حبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب قد تؤثر بشكل غير مباشر على توازن الهرمونات في الجسم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات التستوستيرون.
4. التمارين الرياضية المكثفة ونقص الدهون في الجسم
الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية أو انخفاض نسبة الدهون في الجسم إلى مستويات غير صحية يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هرمونية، عندما يكون مستوى الدهون منخفضًا جدًا، قد تبدأ الغدد الكظرية في إنتاج المزيد من التستوستيرون لتعويض نقص بعض الهرمونات الأخرى، يمكن أن تتسبب هذه الحالة في اضطرابات الدورة الشهرية، والعقم، وتأثيرات أخرى مرتبطة بعدم توازن الهرمونات.
العوامل الأخرى المؤثرة
إضافة إلى العوامل الرئيسية السابقة، يمكن أن تؤثر بعض العوامل الأخرى على مستويات التستوستيرون لدى النساء، مثل العوامل الوراثية، والتعرض للمواد الكيميائية البيئية التي تؤثر على الغدد الصماء، والنظام الغذائي غير المتوازن، قد تسهم هذه العوامل في اضطراب إنتاج الهرمونات وزيادة مستويات التستوستيرون عن المعدل الطبيعي.
متى يجب استشارة الطبيب؟
عند ملاحظة أي من الأعراض المرتبطة بارتفاع هرمون التستوستيرون، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وزيادة نمو الشعر في مناطق غير مرغوب فيها، وتساقط الشعر، أو تغيرات في الصوت، فمن المهم مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تحديد السبب الأساسي ووضع خطة علاج مناسبة للتحكم في مستويات التستوستيرون واستعادة التوازن الهرموني في الجسم.